في كتيب جميلة ومفيد قامت عائدة راغب الجّراح، الأستاذة السابقة في جامعة أم القرى، بوصف زوجها الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني. وقد حوى هذا الكتيب –على صغر حجمه- الكثير من الفوائد التي من شأن طالب العلم أن يستفيد منها، ففيه إطلالات من مسيرة حياة الشيخ العلمية والدعوية، وذكر لمنهجه العلمي في التأليف، كما حوى الكثير من المبادئ التربوية الهامة التي كان يتعامل بها الشيخ مع أهله وطلبته. وقد حاولت في هذا الموضوع ذكر شيئا من هذه الفوائد العلمية والتربوية، لعلنا نستفيد من مسيرة الشيخ الطويلة في هذا المجال.
الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني في سطور:
ولد الشيخ عبد الرحمن في عام 1345هـ الموافق لعام (1927م) في حي الميدان من مدينة دمشق. وهو من عائلة معروفة بالعلم والفضل، فقد كان أبوه الشيخ العالم حسن حبنكة الشهير بالميداني.
وهكذا تيسرت للشيخ حسن سبل العلم والدعوة، فقد التحق منذ نعومة أظافره بمدرسة أبيه (جمعية التوجيه الإسلامي)، والتي سميت لاحقا (معهد التوجيه الإسلامي) وتعلم فيها الكثير من فنون العلم، وذلك عن طريق الحلقات العلمية، على طريقة علماء المسلمين الأقدمين!
وكانت الدراسة في هذا المعهد تعتمد على دراسة المادة انطلاقا من جذورها، وهكذا يتدرجون فيها إلى أعلى مستوياتها. فمثلا مادة كمادة (علم النحو) كانت دراستهم فيها تبدأ من رسالة صغيرة معروفة عند النحاة تدعى (الآجرومية)، ثم ينتقلون إلى شروحها الموسعة شيئا فشيئا، ثم ينتقلون إلى دراسة سلسلة ابن هشام في النحو: (قطر الندى)، فشرحه، ف(شذور الذهب) فشرحه، ثم ينتقلون إلى مستوى (ألفية ابن مالك وشروحها)، ومن شرّاح ألفية ابن مالك (أوضح المسالك) لابن هشام، (وشرح ابن عقيل)، ثم (شرح الأشموني) وحواشيه، ثم يتوسعون في كتب النحو الكبرى!!
هذا بالإضافة إلى نوع من التربية العملية في الدعوة التي كان سماحة الشيخ حسن الوالد يكلفهم إعدادها وأدائها، كإعداد الدروس، والخطب والمواعظ، وإلقائها في المساجد. وهكذا صار الشيخ عبد الرحمن معلما منذ كان عمره خمس عشرة سنة، وذلك في معهد والده.
ثم لمّا تخرج من المعد عام 1367هـ، أسند إليه تدريس مواد مختلفة منها علوم الفقه والأصول والتوحيد والمنطق والبلاغة.
ثم أنتسب إلى كلية الشريعة في الأزهر الشريف في سنة 1370هـ وحاز على الشهادة العالية، ثم على شهادة ماجستير في التربية وعلم النفس.
ثم صار مدرسا في ثانويات دمسق الشرعية والعامة مع قيامه ببعض الأعمال الإدراية، وكان أيضا مدرسا في معهد والده، ثم أسند إليه إدارة (مديرية التعليم الشرعي) التابعة لوزارة الأوقاف. ثم أصبح عضوا في هيئة البحوث في وزارة التربية والتعليم في سورية.
ثم انتقل عام 1387هـ إلى المملكة العربية السعودية وعمل أستاذا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض لمدة سنتين، ثم انتقل إلى مكة المكرمة، فعمل أستاذا في جامعة أم القرى لقرابة الثلاثين عاما.
ثم لما بلغ السبعين عام، أعفي عن العمل واختير عضوا في (المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي) في مكة المكرمة، وقد كان والده عضوا فيها حتى وفاته، وعضوا أيضا في (مجلس هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية).
وهو الآن منكبا على تدبر كتاب الله تعالى من خلال إكمال كتابة (قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل).
إنتاجه العلمي:
أما عن المحاضرات العامة، والندوات والإسهامات الإعلامية في الصحف فيصعب حصرها، لأن من عادة الشيخ ألا يرد طلبا فيه نفع وفائدة وتوعية للمسلمين، فدعاؤه الدائم لنفسه (أن يستعمله الله في مرضاته وخدمة الإسلام والمسلمين، ويشغله لطاعته ويجعل سعيه لآخرته) فهذا ما يصبو إليه، إلا إذا أعاقته ظروف فزق إرادته.
أما عن أهم البرامج الإذاعية:
1. برنامج (أعداء الإسلام) وهو برنامج يومي رائد استمر قرابة ثلث قرن.
2. برنامج (الإسلام هو الطريق) وهو برنامج حواري يومي استمر قرابة خمس سنوات، استضاف فيه طائفة من كبار العلماء لتبادل الرأي في كثير من مسائل العلم.
3. برنامج (آمنت بالله) وهو برنامج يومي استمر دورتين إذاعيتين، تخلله قصائد شعرية إيمانية نظمها لهذا الغرض.
4. برنامج أسبوعي حول تدبر كتاب الله، استمر أكثر من خمسة عشر عاما.
أما كتبه التي أثرى بها العلوم الإسلامية فهي كثيرة متنوعة عميقة في طرحها، منتظمة في سمكها، لا تخلو منها مكتبات أهل العلم، فضلا عن الجامعات والكليات وطلبة العلم، وأهمها:
أولا: في طريق الإسلام.
1. العقيدة الإسلامية وأسسها
2. الأخلاق الإسلامية وأسسها
3. براهين وأدلة إيمانية، (مع ديوان آمنت بالله)
4. الصيام ورمضان في السنة والقرآن
5. الحضارة الإسلامية
6. روائع من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم
7. الأمة الربانية الواحدة
8. ابتلاء الإرادة بالإيمان والإسلام والعبادة
9. تيسير فقه الزكاة
10. فقه الدعوة إلى الله
11. الوجيزة في العقيدة الإسلامية
12. الوجيزة في الأخلاق الإسلامية
13. توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية
ثانيا: دراسات قرآنية
1. قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل
2. تدبر سورة الفرقان في وحدة الموضوع
3. تفسير سورة الرعد في وحدة الموضوع
4. أمثال القرآن
5. نوح عليه السلام وقومه في القرآن المجيد
6. معارج التفكر ودقائق التدبر، وهو كتاب ضخم يسير في الكاتب على غرار قواعد التدبر، ظهر منه حتى الآن ستة مجلدات
ثالثا: في سلسلة أعداء الإسلام
1. مكايد يهودية عبر التاريخ
2. صراع مع الملاحدة حتى العظم
3. أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها (التبشير، الاستشراق، الاستعمار)
4. الكيد الأحمر (دراسة واعية للشيوعية)
5. غزو في الصميم (دراسة واعية للغزو الفكري والنفسي والخلقي والسلوكي في مجالات التعليم والمنهجي والتثقيف)
6. كواشف زيوف في المذاهب الفكرية المعاصرة
7. ظاهرة النفاق وخبائث المنافقين في التاريخ
8. أجوبة الأسئلة التشكيكية
9. التحريف المعاصر في الدين
رابعا: سلسلة من أدب الدعوة الإسلامية
1. مبادئ في الأدب والدعوة
2. ديوان أقباس في منهاج الدعوة وتوجيه الدعاة
3. ديوان ترينمات إسلامية
4. ديوان آمنت بالله
5. البلاغة العربية (أسسها وعلومها وصور تطبيقها)
خامسا: كتب متنوعة
1. ضوابط المعرفة وأصول الاستدلال والمناظرة
2. بصائر للمسلم المعاصر
العلم بالنسبة إليه:
يعتبر العلم بالنسبة إلى الشيخ غذاء روحه، ومعين وجدانه ينام معه، ويصحو عليه، فهو لا يرى إلا قارئا أو كاتبا، متعلما أو معلما، متحدثا أو مناقشا، فإذا كان خارج نطاق البحث العلمي الجاد، التفت إلى الشعر والأدب عامة وأدب المجالس خاصة، فلا يضيع وقتا أبدا.
وقد أكسبه ذلك خلق الصبر والدأب على العلم والعمل المتواصل، ودفعه أيضا نحو الإكثار من المطالعات المتنوعة، وزوّدته بثروة علمية غزيرة، وخبرة رفيعة المستوى ومتنوعة الاتجاهات، جعلته ينطلق في كتاباته ومحاضراته في أجواء ذات أسس علمية ومعرفية راسخة واسعة متعددة شاملة، حتى صار مدرسة خاصة قائمة بذاتها في علمه ومنهجه... تأليفا ومنحى...ابتكارا واستنباطا، وتحليلا وربطا.
وقد ساعده على ذلك ما حباه الله إياه من مقدرة تحليلية علمية عالية، وحكمة وحنكة في تقدير الأمور، وساعدته خلفيته الشرعية بالإضافة إلى تمكنه في العلوم العقلية في المنطق وأصول الفقه، وخلفيته اللغوية في جميع فنون العربية، وثقافته المتنوعة ولا سيما في العلوم الإنسانية.
وهو يرى أن على العلماء والدعاة في هذا العصر بالذات الذي تتصارع فيه القوى العالمية، أن يكثفوا الجهود لتأسيس مبادئ الإسلام، وتعميق جذورها في نفوس الأجيال الإسلامية، مع العمل بوعي تام وجد ومثارة لحماية الأمة الإسلامية من وافدات الغزو الفكري. فإذا كان أعداء الإسلام يريدون غزونا بأفكارهم ومبادئهم التي تنضح بالشر، فمن واجبنا ونحن أمة رسالة أن نغزوهم بأفكار الإسلام ومبادئه الخيرة، ونحقق قول الله تعالى فينا )وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)(البقرة: من الآية143).
منهجه العلمي في التأليف:
يتلخص منهجه العلمي بالنقاط التالية:
1. بعد أن يحدد الهدف من الكتاب، يسير بخطواته المنطقية بتعريف موضوع كتابه، ثم يجزّي صعوباته، ويجمع متفرقات الأفكار والنصوص تلاؤميا ليصوغ منها مخططا عاما للكتاب وأسسه، ثم يتناول جزئياته من أبواب أو فصول أو مواضيع، كل واحد منها على حده، فيبحث عناصره بحثا مستفيضا مستقلا وكأنه كتاب مستقل مما يورث الموضوع التحديد والدقة والشمول والعمق، ومن ثم يربطه بسائر فروع البحث بنظام شجري رائع. بدءا من جذور البحث إلى سوقه ففروعه فأغصانه فثماره.
2. يتناول في معالجته لمواضيعه كافة جوانبها، كاستخلاص بعض البلاغيات أو الأخلاقيات أو العظات والعبر، أو الربط التأريخي، بحسب نوع البحث، كما يهتم ببعض الرسوم الإيضاحية إذا لزم الأمر.
3. يرجع إلى أصول المراجع في بحثه، فهو لا يكتب حتى صغار السور دون الرجوع إلى القرآن الكريم.
4. يحرص دائما أن يلبس الفكرة الثوب الملائم لها بدقة، متحاشيا استخدام ألفاظ تهويلية، ليكون المضمون مطابقا لقالبه اللفظي، دون حشو أو نقص.
5. يتحرى معرفة معاني الألفاظ بدقة، وذلك برجوعه إلى أمهات معاجم اللغة.
6. الحرص الشديد على استخدام ألفاظ القرآن والسنة ما استطاع إلى ذلك سبيلا، والربط بالأصول الدينية الإسلامية اللغوية، والثقافة الإسلامية الأصيلة ومفرداتها.
7. في كتبه التي تتعلق بأحكام فقهية، يلجأ إلى ما يترجح لديه بالدليل الشرعي، دون تعصب لمذهب معين.
8. ومنهجه في مناظرة الآخرين، أن يحترم أراءهم، ويناقشها بشكل موضوعي وبجدية تامة، ولو كانت أراءهم ضحلة أو حتى لا تستحق المناظرة، لإيمانه بوجوب توصيل الحقيقة إلى من يجهلها، رجاء أن يقنع بالحق، وإذا رأى عند المناظر جوابا مقنعا أعلن صحته، ولو كان مخالفا لما كان يعتقده، ولا يلجأ إلا أسلوب المراوغة والغوغائية والسفسطة.
9. من عادته أنه يضع إلى جانب ركنه المخصص للكتابة أساسيات ما يحتاجه للتأليف، كأمهات كتب اللغة، والمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، والسيرة النبوية، وبعض المراجع الفقهية والحديثية، وغيرها. وذلك لتكون بين يديه مرجعا سريعا
10. ومن عادته أيضا أن يضع إلى جانبه مصنفات احتياطية يخصص كلا منها لمشروع مؤلف مستقبلي، وذلك ليحتفظ في كل منها على حدة بأية فكرة تطرأ على ذهنه حول هذا المؤلف، وإذا حضرت له فكرة أثناء استعداده للنوم فهو يسارع إلى تسجيلها، كما يسجل أي معلومة تقع بين يديه مما له علاقة بموضوعه.
11. يحرص باستمرار على استخراج ما لم يسبق إليه في كل بحث يعالجه.
12. يتحرى في مؤلفاته الموائمة التحليلية بين المفهومات الإسلامية الصحيحة، وبين الحقائق التي توصلت إليها العلوم الكونية المختلفة والأسس العقلية السليمة.
دور العقيدة الإسلامية في بناء الشخصية:
إن من القناعات التامة لدى الشيخ أن سبب الخلل والانحراف الأساسيين في سلوك الناس يرجع إلى تعطيل الدافع الإيماني تعطيلا تاما، أو ضعفه في جذور نفوسهم، لذلك فهو يسعى لتعميق هذه المبادئ العقدية في قلب الأمة، وذلك بتعميق المبادئ التالية:
1. إدراك المعنى العميق للإيمان بالله، وفق صفاته وأسمائه الحسنى، وأنه خالق ومالك كل شيء، وبيده كل شيء، وليس كمثله شيء.
2. الإيمان بقضاء الله وقدره في كل أمر خارج عن إرادة الإنسان، مع التسليم الكامل، والرضي التام عما تجري به المقادير، سواء كان ظاهرها خيرا أم شرا، مع اعتبار ذلك كله من حكمة الله عز وجل.
3. تأكيده الدائم وتأصيله على أن الغاية من خلق الإنسان هي الابتلاء والامتحان في ظروف هذه الحياة الدنيا، وأن الجزاء على عمله هو في اليوم الآخر، وهذا مما يولد الطمأنينة في النفس.
4. التأكيد على الإخلاص لله في الأعمال كلها، والنية الصادقة الصافية، ومن يصدق مع الله يصدق الله معه.
5. اعتقاده وتأكيده الدائم على نسبة كل إبداع أو عمل صالح أو تفيق لفتح الله ومدده.
6. نسبته كل مشكلة يقع فيها أو مصيبة إلى تقصيره بحق الله لذلك فهو دائم المراجعة المحاسبة لنفسه.
7. صدق صلته بالله، وطلبه لمرضاته، وجعله يسير حياته كلها وفق قنوات إيمانية إسلامية بحته، وشعارات رباينة، تشده إلى ربط كافة أعماله بمبدأ يردده دائما (أن يتعامل مع الله من خلال البشر).
8. حينما يعقد العزم على القيام بعمل، يلجأ إلى سنة الله تعالى بالأخذ بالأسباب، مع التوكل على الله بالمعنى القلبي الإيماني الصحيح، نيةً وتوجها، لأعتقاده بأن الأسباب لا تعمل بحد ذاتها، وإنما الفعّال الحقيقي هو الله تعالى.
9. اعتقاده الجازم (أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه وأبقى).
مبادئه التربوية:
تتلخص معظم مبادئه التربوية بما يلي:
1. أخذه بالأولويات في تربيته، وأعطاؤها الاهتمام الأول، وذلك كتأسيس القاعدة الإيمانية في النفوس، ولا سيما الإيمان بالله وقضاءه وقدره، والإيمان باليوم الآخر.
2. أخذه بمبدأ عدم التشديد في الأمور كلها، والأخذ بالأيسر ما لم يكن أثما.
3. تطبيقه لمبدأ الرفق واللين في تربيته عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)، وقوله (ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غدا، على كل هيّن لين قريب سهل)، ودائما ما يردد الشيخ (كن حازما ولا تكن صارما).
4. يفضل اللجوء إلى التربية بأسلوب التوجيه غير المباشر قدر المستطاع، كأن يلجأ إلى عرض الفكرة التي يريد أن يوصلها، أو يرسخها بأسلوب التساؤل أو ضرب المثل الملائم للموضوع.
5. يأخذ أحيانا بأسلوب التربية مع الأحداث، حينما تدعو الحاجة إلى ذلك، وتسنح له الظروف، وذلك كما استغل القرآن الكريم حادثة الأفك وغيرها ليرسم التوجيهات التربوية المناسبة.
6. تحاشيه لألفاظ الفحش في الكلام خلال تربيته وتوجيهه، أخذا بقوله تعالى )وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً) (الاسراء:53)
7. لا يثقل على من يربيه، إذ يتحاشى التدخل في كل صغيرة وكليرة من أعمالهم وحياتهم، فهو لا يتدخل في مجالاتهم وتخصصاتهم (فكل ميسر لما خلق له).
8. يأخذ بمبدأ عدم التعنت والتشديد والتكليف فوق الطاقة.
9. ومن المبادئ التي يطبقها (مبدأ التغاضي والتسامح)، عملا بقوله تعالى )وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت:34) ، وقوله تعالى ) وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(النور: من الآية22)، ويربط ذلك كله بمبدأ الابتلاء ضمن ظروف الحياة الدنيا مرددا قوله تعالى ) وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً)(الفرقان: من الآية20).
10. ومن أساليبه في التعليم أن يطرح الأسئلة على من يحدثهم، ليحرك أذهانهم للإجابة عليها، إذ تستيقظ الذاكرة والمحاكمة العقلية، وتتلاقح الأفكار، فإذا وجد الإجابة أو قريبا منها، أثنى عليه وأتمها وثبتها في الأذهان.
11. ومن مبادئه التربوية: التعليم بالقدوة الحسنة، وذلك لئلا ينطبق عليه قوله تعالى )أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:44) .
12. يربي من حوله على حسن الاستفادة من أوقاتهم، والدأب في أعمالهم، وفق مبدأ )فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ، وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) (الشرح:7-8)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق